غزة : سائقو الشاحنات يمتنعون عن نقل البضائع من معبر كرم أبو سالم

غزة : سائقو الشاحنات يمتنعون عن نقل البضائع من معبر كرم أبو سالم

كتب حامد جاد:
أغلق محتجون من أصحاب وسائقي الشاحنات، أمس، معبر كرم أبو سالم وامتنعوا عن نقل أية شحنة من البضائع المفترض شحنها من المعبر إلى القطاع، احتجاجاً على إغلاق الاحتلال لمعبر المنطار نهائياً وتحويل حركة نقل السلع التي كانت ترد عبر هذا المعبر إلى معبر كرم أبو سالم ليكون بمثابة المعبر التجاري الوحيد لقطاع غزة.
وأقام المحتجون خيمة اعتصام قبالة معبر كرم أبو سالم كما احتشدت مئات الشاحنات على الطريق المؤدي للمعبر، وذلك تنفيذاً لدعوة وجهتها جمعية النقل الخاص التي أعلنت أمس تعليق العمل في معبر كرم أبو سالم لحين تراجع الجانب الإسرائيلي عن هذا الإجراء.
وفي أحاديث منفصلة أجرتها "الأيام" كشف أمين سر المجلس التنسيقي للقطاع الخاص مأمون أبو شهلا النقاب عن اجتماعين عقدهما المجلس، أمس، أحدهما مع مسؤول بهيئة الشؤون المدنية والثاني مع ممثلين عن مؤسسات دولية، حيث تم اطلاع الطرفين على خطورة إغلاق الاحتلال لمعبر المنطار ومطالبتهما بالتدخل العاجل وعدم الاكتفاء بإدانة هذا الإجراء الذي من شأنه أن يزيد من حدة معاناة مواطني القطاع ويضاعف من أعباء الحصار المفروض.
وبيّن أبو شهلا في حديث لـ "الأيام" أن المجلس التنسيقي سيعقد اليوم اجتماعاً لبحث سلسلة من الإجراءات التي سيتم اتخاذها بهدف إحباط هذا الإجراء الذي سيفضي إلى أزمات معيشية جديدة.
ودعا أبو شهلا السلطة الوطنية لاتخاذ إجراءات عملية لمواجهة قرار الاحتلال بإغلاق معبر المنطار الذي سيؤدي إلى رفع كلفة نقل البضائع عبر معبر كرم أبو سالم إلى أكثر من ضعف كلفة نقلها عبر معبر المنطار.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة جمعية النقل جهاد اسليم في حديث لـ "الأيام" إن المشاركين في خيمة الاعتصام والوقفة الاحتجاجية قبالة معبر كرم أبو سالم سيواصلون تعليق العمل في المعبر حتى تتحقق مطالبهم بإعادة فتح معابر القطاع وفي مقدمتها معبر المنطار، وإلغاء الرسوم المفروضة على دخول الشاحنات لمعبر كرم أبو سالم وتشكيل لجنة لإدارة معابر القطاع شريطة أن تكون من قطاع غزة.
ونوه إلى أن هذه المطالب جاءت في بيان أصدرته الجمعية، أمس، وتضمن المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق حول المستفيدين من تحويل معبر كرم أبو سالم إلى معبر وحيد لقطاع غزة، وكذلك التحقيق مع المستفيدين من احتكار العمل في المعبر ذاته.
وطالب البيان الجهات المسؤولة في السلطة بالتدخل من أجل إفشال إجراء إغلاق معبر المنطار.
واستعرض البيان واقع معابر قطاع غزة وسلسلة الإجراءات الإسرائيلية المتخذة على مدار أربع سنوات بهدف الإبقاء على معبر وحيد هو بالأساس عبارة عن منفذ لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وحمل اسليم الاحتلال المسؤولية عن التداعيات الكارثية المترتبة على إغلاق المعابر وكذلك ما يترتب من تداعيات على وقف العمل في معبر كرم أبو سالم.
وحذر من خطورة اعتماد معبر كرم أبو سالم كمعبر وحيد، مبيناً أن كلفة نقل البضائع عبره تقدر بأكثر من ضعف كلفة النقل عبر معبر المنطار كما أنه غير مجهز لتلبية احتياجات القطاع سواء خلال الوضع الراهن أو لدى حدوث انفراج سياسي في المستقبل يسمح بإدخال السلع الممنوع دخولها خلال السنوات الأربع إلى القطاع ومن أبرزها مستلزمات البناء.
إلى ذلك أشار حاتم عويضة، مسؤول ملف المعابر لدى وزارة الاقتصاد بالحكومة المقالة إلى أن تعليق العمل في معبر كرم أبو سالم يعود لرؤية القطاع الخاص في محافظات غزة وأن الحكومة المقالة لم تتدخل في هذا الشأن.
وأكد أن من شأن حصر معابر القطاع بمعبر واحد غير مجهز من شأنه أن يلحق بالغ الضرر في مجمل حركة النشاط التجاري لقطاع غزة لا سيما أن طاقة هذا المعبر لا تتجاوز في أفضل الأحوال نقل حمولة 300 شاحنة بينما معبر المنطار كانت طاقته اليومية تتجاوز 700 شاحنة، معتبراً أن إغلاق الاحتلال لمعبر المنطار يندرج في إطار سياسة الحصار المركب.
ولفت عويضة إلى ارتفاع كلفة النقل عبر معبر كرم أبو سالم وخطورة نقص السلع الأساسية التي يحتاجها القطاع خاصة من القمح، إضافة إلى المخاطر المترتبة على اضطرار الشاحنات إلى سلوك شارع صلاح الدين غير المؤهل للنقل التجاري.
وحذر من خطورة افتقار معبر كرم أبو سالم للساحات المغلقة اللازمة لتخزين البضائع لفترة زمنية لحين شحنها، مشيراً إلى خطورة تعرض هذه البضائع للتلف جراء الأمطار أو ارتفاع درجات الحرارة، وتوقع أن يشهد القطاع خلال الفترة المقبلة أزمة حادة في السلع الأساسية.