ماذا بعد فراق العاشقين

نعم عشناها...فإسمها الحياة ويجب أن نحياها عشناها قبلهم بكل تفاصيلها بحلوها ومرها وما زلنا نعيشها من بعدهم ولكن ما عدنا نتذوق لها طعما إلا المر فقد تلاشى كل شيء حلو بغيابهم..

كيف لا !!! وهم من بنينا أحلامنا بهم ومعهم..هم من سلمناهم القلوب بكل أحاسيسها ومشاعرها الصادقة ..من عشنا معهم لحظات الفرحة والسعادة وقاسمناهم ساعات الشقاء والحزن..

أصبحو اليوم مجرد ذكرى..

لا يهم إن كانو هم سبب الفراق أم نحن كنا..فصفحتهم طويت من كتاب العمر وانتهى..

ومــاذا بـعد فراقــهم؟؟
أنستسلم للحزن والألم ونرى الدنيا بلون أسود عاتم ونلغي كل الألوان الزاهية؟..ننظر إليها من زاوية مظلمة ونتناسى كل جانب مشرق؟

ونعتبر الحياة مجرد محطة وجب علينا المرور عليها لكنها ليست ذات أهمية ولا تستحق أي عناء..

لكن مهلا !!!
قبل أن تجعلي من الحياة مقبرة لأحلامك تأملي في قول ليس بقولي ولا قول أحد من بني البشر ..بل هو قول خالق البشر سبحانه وتعالى:

{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

لا قول أبلغ من قوله ..ولا قول أشفى للصدور من قوله جل وتعالى..

فقبل أن تذبلي أيا زهرة في ربيع العمر تذكري أنهم ليسو كل الحياة ولا آخر المشوار بل هم مجرد درس تعلمناه واستخلصنا منه العبر..

فلا تنتظري أن تمد لك يد شفقة وإحسان لتشفيك من جرح تركوه بداخلك ..بل اشفي نفسك بنفسك

كوني تلك الأنثى التي تستمد قوتها من أقسى اللحظات والمواقف حزنا..

وارتوي بقطرات نقية من الأمل بغد أفضل يحمل لك مع نسماته من يستحق ذلك القلب الطاهر النقي.